موضوع الخطبه عن:-[الإعتِصامُ بِاللهَ]
إن الحمد للهِ نحمدهُ,ونستعينُهُ,ونستهديِهِ,ونستغفِره,ونعوُذُ بِاللهِ تعالى مِن شِرورِ أنفِسِنا وسيئاتِ أعمالِنا,من يهديهِ اللهُ فلا مُضل لهْ,ومن يُضلل فلا هادى لهْ,وأشهدُ أن لاإله إلا الله وحدهُ لاشريك لهْ,وأشهدُ أن مُحمدً عِبدُهُ ورسُوُلُهْ,البشيرُ النذير,السِراجُ المُزهرُ المٌنير,خيرُ الأنبياءِ مقاماً,وأحسنُ الأنبياءِ كلاماًُ,لبِنةُ تمامِهمْ,ومِسْكُ خِتامِهمْ.رافِعُ الإصْرِ والأغلال,الدﱠاعى إلى خيرِ الأقوالِ,وأفضل الأعمال,وأصدق الأحوال,أرسلهُ اللهُ جل وعلا بِالهُدى ودينِ الحق بين يدىِ الساعةِ بشيراً ونذيراً,وداعياً إلى اللهِ بإِذنِهِ وسِراجاً مُنيراً,فختم بهِ الرسالة,وعلمﱠبهِ مِن الجهاله,وهدى بهِ مِن الضلاله,وفتح بهِ أعيُناً عُمياً,وآذاناً صُماً,وقُلوُباًغُلفا,وتركناعلى المحجةِ البيضاءْ ليلُها كنهارِها لايزيغُ عنها إلى هالِك.
اللهُمﱠ وكماءآمنا بهِ ولم نرهْ,فلاتُفرق بيننا وبينهُ حتى تُدخِلنا مُدخلهْ,اللهُمﱠ أورِدتنا بِفضلك وكرمِك وحُبِنا لهُ وإن كسرت أعمالُنا,أورِدنا حوضَهُ الأصفا,وسقِنا بيدِهِ الشريفة شربةً هنيئةً مريئةً لانًردُ ولانضمأً بعدها أبداً يأرحم الراحِمين
أما بعد
فحيا الله هذه الوجوة الطيبة المشرقة,وزكى الله هذه الأنفس الكريمه,وشرح الله هذه الصدور العامِرة بِحب الإسلامِ والإيمان وأسألُ الله سُبِحانهُ وتعالى أن يتقبل منا وإياكم صالح الأعمال والأقوال,وأن يجمعنى بِكُم دائِماً وأبداً فى الدنيا على طاعته وفي الآخرة مع مع سيد الدعه وإمام النبين وسيدِ المُرسلين فى جنته ودارُ كرامته إنه ولىُ ذلك ومولاه..
ثم أما بعد
فحديثى معكُم اليلةَ بِمشيئةِ اللهِ تعالى عن)الإعتصامُ بِالله[ونظراً لِطولِ هذا الموضوع فأسألُ الله سُبِحانهُ وتعالى أن يرزُقتا الإخِلاص فى الأقوال الأفعالِ والأحوال إنهُ ولىُ ذلك ومولاهُ,وهو على كُلِ شىءٍ قدير
أحبتى فى الله
من أعتصم بالله نجاه,ومن فوض إليه أمُورهُ هداه,ومن توكل عليه أسعدهُ وكفاه قال تعالى)أليس اللهُ بِكافٍ عبِده[ وفى قِرآئةٍ)أليس اللهُ بِكافٍ عِباده[
أولاً:ماهو الإعتِصامُ باللهِ ؟
الإعتِصامُ بِاللهِ ليست مُجر كلِمةٍ تُرددُه الألسنه.
فالإعتِصامُ بِاللهِ سُبِحانهَ:هو التوكُلُ على اللهِ وحده,والإحتِماءُبِهِ وحدهَ,والثِقَةُ فِيِهِ وحدهَ,والإعتِمادُ عليهِ وحده.
ومدارُ السعادةِ فى الدنيا والأخره يعتمِدُ إعتِماداً كُلِياً على نوعينِ مِن أنواع الإعتِصامْ وهُما:*إعتِصامٌ بِحبلِ اللهَ.*وإعتِصامٌٌ باللهِ جل عُلاه
قال اللهُ تعالى:)وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[.
وقال الحقُ تبارك وتعالى فى الإعتِصامُ بِهِ سُبِحانهَ:)وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ[. تعال معى أيُها الحبيبُ الكريمْ لِنقفْ أولاً على حقيقةِ الإعتِصامُ بِاللهِ سُبِحانهَُ,فلا ينقُصُنا أيُها الأحباب إلا أن نُحقق هذهِ العصمةَ فى نُفُوُسِنا,نعم لايقُصُنا إلاأن نُحقق الإعتِصام بِاللهِ جل وعلى فىِ كُلَ أُمُوُرِنا,وأحوَالِنا,فالأُمةُ المُحمديه,هذهِ الأُمُةُ الزاخِرةُ بِالطاقات والمليئَةُ بِالخير حتى وإن مرت هذهِ الأُمهَ بِمرحَلةِ مليئةٌ بِالضَعفِ لاينكِرًها أحداً على الإِطلاقْ فإِنها كانت ولازالت وستظل خير أُمةٍ أُخرجت لِلنَّاسِ تأمًرُ بِالمعرُفِ وتنهى عنِ المُنكَر.
قال اللهُ تعالى:)كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ[.فلا ينقُص الأُمَةُ أيُها الأحبه إلا أن تأخُذَ بِالأسبابِ فى حُدُودِ قُدراتِها وإمكانياتِها المُتاحه,وأن تُحقق الإعتِصامَ بِاللهِ سُبِحانه,فمن إِعتصم بِاللهِ نجاه,ومن فوض إليهِ أُمُوُرَهُ هداه,ومن توكل عليهِ أسعدهُ وكفاه قال اللهُ تباركَ وتعالى:)أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ[.فالإعتصامُ يأحبابى إِعتصامٌ بِنعمَ المولى ونِعمَ النصير
فالولىُ إسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالى,وكذلك أيضاً المولى إِسمٌ مِن أسماءِ اللهَ,فماهُوالفرقُ بين الولىُ والمولىَ؟؟؟
الولىُ:هُومن تعتمِدُ عليهِ ويُدبِرَ لكَ حالكَ وأمرك أنت وغيرُك مِن الخلق وهذهِ ولايةٌ عامه تشملُ سائِر المخلُوقات بِلاإِستثنائات.
أما المولى كما قال الحقُ تبارك وتعالى:)فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ[.المولى:هُو الذى تلجأُ إليهَ,وتمتنعُ به,وتحتمى بِهِ فى الشدائِدِ والرخاء,فى السراءِ والضراء وهذه ولايةٌ خاصه ,لاتكونُ إلا لِمن وحد اللهَ جل وعلى,ولِمن عرِف اللهَ بِأسماءِ جلالهِ,وصِفاتِ كماله.
قال تعالى:)وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ[.أى هُو الذى ينصُرُ رُسُلَهُ وأنبيائهُ وأوليائُهُ الذين يستعينونَ بِهِ,ويتوكلون عليه,ويلجأون إليه،ويُفوِضون أُمُورَهُم إليه قال تعالى:)وَنِعْمَ النَّصِيرُ[.وقال تعالى:)إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ[.فمن نصرهُ اللهُ لاتستطيعُ قُوَةٌعلى أن تغلِبهَ,ومن تولاهُ اللهُ بِالحِفظِ والرِعايةُ والعِنايه لاتستطيعُ قوَةٌعلى أن تخذُلهَ,لأن الكون كونهَ,والأمرأمره,والمُلك مُلكهَ,والتدبير تدبيره قال تعالى:)قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[........
ثانياً:إِعتِصامُ الأُمةُ بِكِتابِ ربِها وسُنَةِ نبيِها:
أحبابى الكِرام أسألكم جميعاً ماذا لوإعتصمت الأُمةُ بِكِتابِ ربِها وسُنةُ نبيِها أن أٌقسِمُ لكم بِاللهِ أن الأُمةُ لن تعودَ إلى هويتِها وكرامتِها ولاريادتِها ولاسيادتُها إلا إذا حولت هذا الإِعتِصامُ بِاللهِ إلى منهجُ حياه,وإلى واِقعٌ علمى وعملى.
الله,اللهُ هُو الإسمُ الذى ماذُكِر فى قليلٍ إلا كثره,الله هُو الإسمُ الذى ماذّكِر فى خوفٍ إلا أمنه,الله هو الإسمُ الذى ماذُكِر فى همٍ إلا كشفه,الله هُو الإسمُ الذى ماذُكِر فى كربٍ إلا فرجه,الله هُو الإسمُ الذى ماتعلق بهِ مريضٌ إلا شفاهُ وعافاه,الله هُو الإسمُ الذى ما تعلق بهِ فقيرٌ إلا أغناهُ وكفاه,الله هُو الإسمُ الذى ماتعلق بهِ ضعيفٌ إلا قواه,الله هوالإسمُ الذى تُقالُ بِهِ الغثرات,وتُجابُ بِهِ الدعوات,وتُستنطرُ بِهِ الرحمات,الله هُو الإسمُ الذى بِهِ ولأِ جلهِ قامِت الأرضُ والسموات ففى الحديث الذى رواهُ أبو داود والترمِذىُ مِن حديثِ العِرباض بن ساريه رضى اللهُ عنه أنهُ قال:{وعظنا النبىُ موعِظةً بليغه وجِلت مِنها القلوب,وذرفت مِنها العيون,فقلنا يارسول الله:كأنها موعِظة مودع فأوصنا.فقال النبىُ :"أوصيكُم بِتقوى اللهِ عز وجل,والسمعِ والطاعه,وإن تأمر عليكُم عبدٌ,فإنه من يعيش مِنكُم فسيرى إختلافاً كثيراً,فعليكُم بِسُنتى وسُنة الخُلفء الراشدين المهدين,عَضواْ عليها بشالنواجِذ,وإياكُم ومُحدشثاتِ الأُمور,فأن كُل مُحدثةٍ بِدعة,وكُل بِدعةٍ ضلاله,وكُل ضلالةٍ فى النار}.,إسمع إلى هذا الحديث الجميل الذى رواهُ البُخارى مِن حديث البراء بن عازب:{لما إنتهت معركةُ أُحد,إقترب أبوسُفيان مِن مُعسكرالمُسلمين,ثُم نادى أبوسُفيان بِصوتِ مُرتفعٍ على مُعسكر المُسلمين وقال:أفى القومِ مُحمد فنادى أبو سُفيان فى المرةِ الثانيه:أفى القومِ بن أبى قُحافه يسئل عن أبى بكرٍ الصديق رضى الله عنه,ثُم نادى أبو سُفيان فى المرة الثالثه:أفى القوم بن الخطاب,وفى كُلِ مرةٍ يقول النبىُ للمُسلمين لاتُجيبوه,لاتردواْعليه,فلما لم يُجيبهُ واحداً مِن هؤلاء الثلاثه قال أبو سُفيان:أما هؤلاءِ فقد قُتِلواْ.فلم يتمالك عُمر بن الخطاب نفسه,وردعليهِ قائلاً:كذِبت واللهِ ياعدوَ اللهَ,إن هؤلاءِ الذين ذكرت لأحياءٌ كُلُهُم وقد بقى لك مايسؤُك,وفى لفظٍ "مايُحزِنُك" فقام أبوسُفيان يرتجز ويقول:"أعلُ هُبل,أعلُ هُبل" يومٌ بيوم بدر,والحربُ سيجال,وستجِدون فى القومِ مُثله لم آمُر بِها ولم تسؤُنى,ثُم قال"أعلُ هُبل" وهُنا قال النبىُ للِمُسلمين ألاتُجيبونه ردُاْ عليه ,ولاحظ أنهُ كان مِن لحظات يقولُ لهًم لاتُجيبوه,لاتردواْعليه,وهُو الآن يأمُرهُم بأن يُجيبواْ أبا سُفيان رُدواْ عليه ,فقالواْ وماذا نقُولُ يارسول اللهَ؟ فقال قولواْ{اللهُ أعلى وأجل},فقال أبو سُفيان"لنا العُزى ولاعُزى لكُم",فقال النبىُ ألا تُجيبونه رُدُواْ عليه,فقالوا وماذا نقولُ يارسول اللهَ؟ فقال قولواْ{اللهُ مولنا ولامولى لكُم}.قال الحقُ تبارك وتعالى:)ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ[.ماأحوجنا إلى أن نعيى قدر هذهِ الولايه,ماأحوجنا إلى أن نعيى قدر هذا الإسم العظيم المُبارك إسم المولى وإسم النصير,وهُما إسمانِ مِن أسماءِ الملكُ الجليل القدير,لابد أنتعلم أيُها الحبيب عِلم اليقين أن اللهَ سُبِحانهُ وتعالى إن كان معك فمعك المولى الذى لايُهزم,ومعك النصيرُ الذى لايُغلب,ومعك الغنىُ الذى لايفتقر,ومعك القوىُ الذى لايضعُف,مأحوجنا إلى أن نُحقق هذاالمُعتقد,وهذهِ المعانى التى ترسخُ فى الُقُلُوبِ والعُقُول,ماأحوج الأُمةَ كُلُها الآن إلى أن تعتصِم بِاللهِ رب العالمين,وبِسُنةِ سيدِ المُرسلين,فواللهِ مااعتصم بِهِ أحدٌ فضيعه,واللهِ مااعتصم بِهِ أحدٌ فخيبه,واللهِ مااعتصم بِهِ أحدٌ فخِسر فى دُنياه أوفى أُخراه.
فقد إعتصم بِهِ نبىُ اللهِ نوح حينما كَذَبهُ قوُمه:[فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ],فماذا كانت النتيجةُ مِن هذا الإعتِصام:[فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ*وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ*وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ* تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ].واعتصم بِهِ خليلُ اللهِ إبراهيم حينما ألقاهُ قومهُ فى النار قال تعالى:[ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ*وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ].واعتصم بِهِ نبىُ اللهِ موسى حينما قال لهُ قومُه يانبى الله أن البحر أمامنا وفِرعون وجِنُودهُ مِن خلفِنا قال تعالى:[فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ]فماذا كانت النتيجه ؟[قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ*فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ*وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ*وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ].
واعتصمت بِهِ أُم موسى فنجاها,وأكرمها,وصدقها وعده قال تعالى:[وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ],فماذا كانت التيجةُ مِن هذا الإعتصام؟ ها هُو موسى الآن فى قصر فرعون فى صدر أُمه ترضعه,وفِرعون يجلس إلى جِوارِها ويأمُرُها أرضِعيه,أكرِميه,أشبِعيهِ فابلأمس الفريب كانت أُم موسى تخشى عليهِ مِن فِرعون وقومه,وهى الأن تجلِس فى قصر فِرعون وبِأمره.واعتصمت بِهِ مريمَ عليها السلام :[ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ].
واعتصم بَهِ النبى حينما قال لهُ صاحِبه يارسول اللهَ لونظر أحدهم تحت قدميهِ لرآنا فقال لهُ النبىُ يأبا بكر ماظنًك باثنين اللهُ ثالِثهُما لاتحزن إن الله معنا قال تعالى:[ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا].واعتصم بِهِ نبىُ اللهِ أيوب فنجاه قال تعالى:[ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ].واعتصم بَهَ يُونسَ فى بطنِ الحوت فنجاه قال تعالى:[ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ].أيُا المُسلِم,أيُا الطبيب,أيُها المُهندس,أيُها الضابط,أيُها الجُندى,أيُها الطالب,أيُتها الأُم,أيتُها الزوجه,أيُها الإبنُ الحبيب,أيُها المسؤل ماأأحوج الأُمةَ كُلُها الآن إلى أن تُحقق الإعتِصام بِالله فهذا واللهِ سبيلُ النجاه,ماعليك إلاأن تأخُذ بالأسبابِ فى حدود قدراتك وإمكانياتك المُتاحه,وأن تُفوضُ الأمر كلهُ بعد ذلك إلى اللهِ,وأن تُحقق الإعتِصام بِالله,والتوكُل عليه,والثِقةَ فيهِ,والإمتناع بِه,والإعتِماد عليه,لأن الأمرأمر اللهِ تعالى,والكون كونهُ سُبِحانه,والمُلك مُلكهُ جل وعلى,والتدبير تدبيره قال تعالى:[وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ].أحبابى فى الله هذه كانت العِصمةُ الأولى التى عليها مدار السعادةِ فى الدنيا والأخره..
أما العِصمةُ الثانيه:فهى الإعتِصامُ بِحبِل الله قال الحقُ تبارك وتعالى:[وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ].
*قال عبدِ اللهِ بن عباس:[وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ]:أى تمسكواْ بِديِنِ الله,فإن الدين عِند الله الإسلام,والإسلامُ هُو دينُ اللهِ تعالى الذى أرسل بِهِ كُلَ الرُسًلِ والأنبياء قال تعالى:[ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ].
فالإسلامُ دينُ نوح قال تعالى حِكايةً عن نوح فى سُورةِ يُونِس:[وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ].
والإسلامُ دينُ إبراهيم قال تعالى:[وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ].
والأسلامُ دينُ يعقوب قال تعالى:[أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ].
والإسلامُ دينُ موسى قال تعالى حِكايةً عن موسى:[يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ].
والإسلامً دينُ عيسى قال تعالى:[فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ].
والإسلامُ دينُ يوسف قال تعالى حِكايةً عنهُ:[رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ].
والإسلامُ دينُ سُليمان قالت ملِكتُ سبأ حين أرسل إليها كِتابه:[إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ].
والإسلامُ دينُ الجِن المؤمن قال تعالى حِكايةً عنهُم:[وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً*وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً].
والإسلامُ دينُ لبِنةُ التماتِ ومِسكُ الخِتام النبىُ قال تعالى:[الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً].
*قال عبدُ اللهِ بنِ مسعود:[وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ]:أى عليكُم بِالجماعه,يقوُلُ الإمامُ بنُ القيم رحِمهُ الله:-
إن سألوكَ عن شيخِك فقُل:{شيخى رسُوُلَ الله }.
وإن سألوكَ عن جماعتِكْ فقُل:{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا}.
وإن سألوكَ عن منهجِك فقُل:{القُرآنُ,والسُنه,بِفِهمِ الصحابه}.
وإن سألوكَ عن مكانِك الذى تُرابِطُ فيه أى عن المكان الذى تتعلمُ فيهِ العِلم الشرعى فقٌل:{ألا إن بيوت اللهِ فى الأرض المساجِد}.
وإن سألوك عن حُليتِك التى تلبسُها فقُل:{وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}.يأخى لاتتعصب.دعك مِن هذهِ العصبيةُ البغيضه,لاتتعصب للشبخ,ولاتتعصب لِعالم,ولاتتعصب لِرأى,إسمع للآخر,أنتصِت للآخر,ولاتختزن كُل الآراءِِ وكُل الأقوالِ لِرأيك أنت وفى فِهمك أنت,فرأيى صواب يحتمل خطأ,ورأىُ غيرُ خطأ يحتملُ الصواب وهذا قولٌ لإمامٍ مِن أئِمةِ أهلِ الدُنيا وهُواْالإمامُ الشافِعىُ رحِمَهُ اللهُ رحمةً واسِعه.
ويقُولُ شيخُ الإسلامُ بن تيميه رحمهُ الله:-
من تعصب لِواحِدٍ مِن الأِئِمةِ بِعينهِ دون الباقين,فهُواْ بِمنزِلةُ من تعصب لِواحِدٍ من الصحابةِ بِعينهِ دون الباقين,كرافِضىُ الذى يتعصبُ لعلى,وكالخارِجى الذى يقدحُ فى عُثمان وعلى,وهذهِ هى طُرُقُ أهلِ البِدعِ والأهواء.
*قال مُجاهد:[وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ]:أى بِالقُرآن,فالقُرآنُ أيُها الأحباب يهدى للتى هى أقوم,وهو حبلٌ ممدودٌ بيننا وبين الله,إن كانت الأُمةُ مازالت ومادامت مُستمسِكةً بِهِ فهى على طريقُ السعادةِ والنجاه فى الدُنيا والآخره,فاللهُ ماأنزل القُرآن ليشقى بِهِ نبيُنا ولِتشقى بِهِ أُمتُه قال تعالى:[ طه*مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى*إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى],فالقُرآنُ مأنزلهُ اللهُ إلا لِتسعد بِهِ البشريةُ عامه,ولأُمتِهِ خاصه.إلا ليُقيم بِهِ النبىُ للإسلامِ أُمه,وللإسلام دوله,مأنز اللهُ القُرآنُ لِنُزين بِهِ جُدران المساجد,أوليُقراء على الأمواتِ فى المقابر,أو ليُوضع فى عُلب القطيف الفخمه الضخمه ليُهدى لِبعضِنا البعض فى المُناسبات والأعياد,كلا بل:[مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى*إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى],فعلينا جميعاً أن نعود إلى القُرآنِ لِنتخلق بِأخلاقِه,لِنمتثل أوامِره,ولِنجتمِب نواهيه,ولِنقف عِند حِدوده,ونحنُ فى غايهَ الحُبِ والرضا للهِ,ونُرددُ مع السابِقين قولتَهُم الخالده:[سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ],سمعٌ بِلا تردُد,وطاعَةٌ بِلا إنحِراف.
*وأخيراً قال مُقاتل:[وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ]:أى بِأمر اللهِ وطاعته,فالطاعةُ عِز.الطاعةُ غِنا,والمعصيةُ ذُلٌ وخُسران.
رأيتُ الذُنوبَ تُميتُ القُلُوب وقد يُورِثُ الذُلُ إدمانُها.
وتركُ الذُنوبِ حياةُ القُلوبْ وخيرٌ لِنفسِك عصيانُها.
فالطاعةُ سعادةٌ وغِنا,واللهِ لن تتذوق راحة البال,وإنشراح الصدر,وإستقرار الضمير,والرِضا بِما أنت فيه إلا إن اعتصمت بِالله,وامتثلت أمره,ووقفت عِند حدهِ ونهيه,أما إن ابتعد عنه,واللهِ لن تشعُر بِنعمةِ الرضا,وستظلُ تتقلبُ فى الهُموم والضنك قال تعالى:- [فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى].
وأقولُ قولى هذا وأستغفِراللهَ لى ولكُم...........
الخُطبه الثانيه
الحمدُ للهِ رب العالمين,وأشهدُ أن لاإله إلا اللهُ وحدهُ لاشريك له,وأشهدُ أن مُحمداً عبِدهُ ورسوله,اللهُم صلى وسلِم وزد وبارك عليهِ وعلى آله وأصحابهِ وأحبابهِ وأتباعهِ وعلى كُلِ من اهتدى بِهديهِ واستن بِسُنتهِ واقتفى أثرهُ إلى يوم الدين..
أمابعد
وأخيراُ:ماهى النتائج المُترتِبةُ على الإعتِصامُ بِالله سُبِحانه؟:- والجواب بإختِصارٍ فى كلِماتٍ قليلةٍ أيُها الأحباب:
النتيجةُ الأولى:هُو أن تُحقق هذة العًصمةً فى نفسك أنت أولاً ثُم بعد ذلِك تُحقق الإعتِصامُ بِاللهِ فى كُلَ أُمُورَكَ,وأحوالَكَ.
وأن تُحقق بعد ذلِك التوكُلَ على اللهَ,والثِقةَ فى اللهَ,والرجاءَ فى اللهَ,وأن تقولَ بِلِسَانِك وقلبِك وعملِك وجوارِحًك:
اللهُمَ إنى أبرىءُ مِن الثِقةِ إلا بِك,وأبرىءُ مِن الأملِ إلا فيك,وأبرىءُ مِن التسليمِ إلا لكْ,وأبرىءُ مِن التفويضِ إلا إليك
وأبرىءُ مِن التوكُلِ إلا عليك,وأبرىء مِن الصبرِ إلا على بابِك,وأبرىءُ مِن الذُلِ إلا فى طاعتِك.
وأبرىء مِن الرجاءِ إلا لِما فى يدِكْ.وأبرىءُ مِن الرهبةِ إلا لِجلالِ وجهِك العظيم.
النتيجةُ الثانيه:1-علينا جميعاً أن نرجِع إ لى كِتاب اللهَ,وإلى سُنتةِ رسول اللهَ
2-علينا أن نُجدد الإيمان فى قُلُوبنا بِعمل الطاعات والبًعد عن المعاصى والذلات.
3- أن تُجدد التوبة والأوبة,ومهما زل أحُدنا قدمه فأنت لست ملِكاً مُقرباً ولانبياً مُرسلا.
4-ماعليك إلا أن تُجدد التوبة والأوبة وأنت على يقينٍ بِالله جل وعلى بِأن الله سيفرحُ بتوبتك إليهِ فى أى لحظةٍ مِن ليلٍ أونهار وهو الغنىُ عنك.
النتيجةُ الأخيره:أن تعلم أيُها الحبيبُ الكريم بِأنهُ من اعتصم بِاللهِ نجاه,ومن فوض إليهِ أُمُورَهُ هداه,ومن توكل عليهِ أسعدهُ وأغناه
وأخيراً أيُها الأحباب أختِمُ بِهذا الحديثُ الذى رواهُ البُخارىُ ومُسلِمٌ مِن حديثِ أبى هُريرةَ رضى اللهُ عنه أنهُ قال:-
"أذنب عبدٌ ذنباً فقال: أى ربى اغفرلى ذنبى,فقال اللهُ:أذنب عبدى ذنباً فاعلِمَ أن لهُ رباً يغفرُ الذنبَ ويأخُذُ بِالذنب,ثُم عاد العبدُ فأذنب فقال:
أى ربى اغفرلى ذنبى,فقال اللهَ:أذنب عبدى ذنباً فاعلِمَ أن لهُ رباً يغفرُ الذنبَ ويأخُذُ بِالذنب, ثُم عاد العبدُ فأذنب فقال: أى ربى اغفرلى ذنبى,فقال اللهَ:
أذنب عبدى ذنباً فاعلِمَ أن لهُ رباً يغفرُ الذنبَ و يأخُذُ بِالذنب,فليفعل عبدى ماشاء فقدغفرتُ له"هذا الحديثُ أيُها الأحباب لايفتحُ لنا باب الجُرئةِ على الله بل يفتحُ لنا باب الرجاءِ فى الله تُب إلى اللهِ بِصدق واعتصم بِالله ولاتيأس ولاتقنط قال تعالى:[ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ]. اللهُم جنبنا الفِتنَ ماظهر منها وما بطن,اللهُم اغفر لنا الذِنوب التى تهتِكُ العِصم,واغفرلنا الذِنوب التى تنزلُ النِقم واغفر لنا الذِنوب التى تحبِسُ الدعاء,واغفر لنا الذِنوب التى تقطعُ الرجاء,واغفر لنا الذِنوب التى تنزِلُ البلاء.
يامن ذِكِرُهُ دواء,وطاعتهُ غِناء,إرحم من رأسِ مالِهمُ الرجاء,[إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً]
أن الله يأمرُ بِالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذى القُربى,وينهى عنِ الفحشاء والمُنكر والبغى يعظِكُم لعلكُم تتذكرون,اذكُرواْ الله يذكُرُكُم واستغفِروُهُ يغفر لكُم وأقم الصلاه........
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى