المقامة الحلوانية
لبديع الزمان الهمذاني "
االتعريف بالكاتب :
هو أبو الفضل أحمد بن الحسن الهمذاني ، وُلِدَ في همذان سنةَ 348 هـ (358 هـ كما ذكرت معظم الكتب) واشتهر بالذكاء وتحصيل العلم وتأليف المقامات وله ديوان شعر ورسائل كثيرة ويعد من أبرع كتاب المقامة فقد أملى أربعمائة مقامة من ابتكاراته لم يبق منها إلا اثنتان وخمسون مقامة ، وقد سُمي بديع الزمان ؛ لأنه كان يحفظ المائة بيت من الشعر إذَا أُنْشِدَتْ مرة ، ويُنْشِدُهَا مِنْ آخرها إلى أولها مقلوبة وقد تُوفي سنة 398 هـ .
قال عنه الثعالبي : " هو بديع الزمان ومعجزة همذان ، ونادرة الفلك ، وبكر عطارد ، وفرد الدهر ، وغرة العصور ، ومن لم يُدرك قرينه في النثر وملحه ، وغرر النظم ونكته ، ولم يُر أن أحدًا بلغ مبلغه من الأدب وسرّه ، وجاء بمثل إعجازه وسمره ، فإنه كان صاحب عجائب وبدائع وغرائب ".
التمهيد :
س1 : ما معنى المقامة في اللغة ؟
جـ : معنى المقامة في اللغة : الجماعة والمجلس والعظة ونحوها .
س2: ما تعريف المقامة أدبياً ؟
جـ : المقامة أدبياً : حكاية خيالية قصيرة مسجوعة تدور في مجلس يضم جماعة من الناس ، وتنتهي بموعظة أو فكاهة .
س3 : لماذا سميت هذه المقامة (الحُلوانية) ؟ وأين تقع الإسكندرية التي نسب إليها أبو الفتح السكندري ؟
جـ : سميت الحلوانية نسبة إلى حُلوان في العراق ، والإسكندرية المقصودة تقع على نهر جيحون شرقي بلاد فارس.
النص : [العودة من الحج والبحث عن حمام]
1 - حدّثَنا عِيسى بنُ هشامٍ قال : لما قفلتُ من الحجِّ فيمنَ قفَل ، ونزلتُ حُلوانَ مع مَنْ نزل ، قلتُ لغلامي أجدُ شعري طويلاً ، وقد اتَّسخَ بدني قليلاً ، فاخترْ لنا حمَّاماَ ندخلهُ ، وحجَّاماً نستعمله ، وليكنْ الحمامُ واسع الرُّقعة ، نظيف البُقعة ، طيبَ الهواء ، معتدل الماء ، وليكن الحجام خفيف اليد ، حديد الموسى ، نظيف الثياب ، قليل الفضول .
اللغويات :
قفلتُ : رجعت ، عدت ، المصدر : قفول × ذهبت - حُلْوان : مدينة قديمة في العراق العجمي (إيران حالياً) - غلامي : خادمي ج غلمان ، غلمة - بدني : جسمي ، جسدي ج أبدان - حجَّاماً : المراد حلاقاً (والحجَّام في اللغة هو : مَن يُعالج المريض بالحجامة وهي استخراج الدم بالمحجْم) - نستعملُه : نجعله عاملاً لتقصير الشعر - الرُّقعة : أي المساحة ج رقع - البُقعة : المكان - حديد : حاد × ثلم ج حداد - الموسى : شفرة الحلاقة - قليل الفضول : قليل الكلام لا يُثرثر ولا يدخل فيما لا يعنيه × ثرثار .
الشرح :
يقول عيسى بن هشام : عندما عدت من الحج ووصلت إلى مدينة حلوان ، وقد ظهرت عليّ آثار السفر من طول الشعر واتساخ البدن .. طلبت من خادمي أن يبحث لنا عن حمام مناسب ، وحجام (حلاق) بشروط أهمها : أن يكون الحمام واسعاً ، نظيفاً ، هواؤه طيب ، وماؤه مناسب ، وأن يكون الحلاق ماهراً ، وشفرة حلاقته حادة ، وثيابه نظيفة ، وكلامه قليل .
س1 : ما صفات الحمام المطلوب والحلاق كما طلبها ابن هشام ؟
جـ : أن يكون واسعاً نظيفاً طيب الهواء ماؤه معتدل ، به حلاق جيد الصنعة نظيف الثياب حاد الموسى قليل الكلام .
س2 : ما صفات الحمام الذي يريده " عيسى بن هشام" ، وما صفات الحجام الذي يفضله ؟ (سؤال امتحان الدور الثاني 97)
جـ : - صفات الحمام : أن يكون واسعاُ نظيفاً ، هواؤه طيب وماؤه مناسب .
- من صفات الحجام : أن يكون ماهراً ، وأن تكون شفرة حلاقته حادة ، وأن تكون ملابسه نظيفة ، وكلامه قليلاً . (إجابة نموذج التصحيح)
س3 : ما مفهوم المقامة ؟ وما نوع الحياة التي صورتها المقامة الحلوانية ؟ (سؤال امتحان الدور الثاني 98)
جـ : مفهوم المقامة : المقامة تدور حول قصة يكون مكانها مجلس أو جماعة .
- نوع الحياة التي صورتها المقامة الحلوانية ، هي الحياة الاجتماعية في القرن الرابع الهجري. (إجابة نموذج التصحيح)
س4 : ماذا طلب عيسى بن هشام من غلامه ؟ (سؤال امتحان الدور الثاني 2004)
جـ : طلب عيسى بن هشام من غلامه أن يكون الحجام ماهرا في عمله ، وآلة الموسى حادة ، وثيابه نظيفة ، ولا يتدخل في الكلام كثيرا فلا يكون ثرثارا ، وأن يكون الحمام واسع المساحة ، نظيف المكان ، هواؤه طيب ، وماؤه متوسط الحرارة . (إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :
المحسنات البديعية :
* (قفل ، نزل) و (طويلاً ، قليلاً) و (ندخله ، نستعمله) و (الرقعة ، البقعة) و (الهواء ، الماء) : سجع يكسب التعبير جرساً موسيقياً يطرب الأذن .
السجع :
ينشأ من اتفاق الفواصل المتتالية في آخر حرف منطوق وحركته ، ولا يأتي إلا في النثر .
* (حمامأً، حجاماً) و (الرقعة ، البقعة) و (الهواء ، الماء) : بينهما جناس ناقص يكسب التعبير جرسا موسيقياً .
* (خفيف اليد ، حديد الموسى ، نظيف الثياب ، قليل الفضول) : بينهما ازدواج يكسب التعبير جرساً موسيقياً .
الازدواج :
يأتي من اتفاق بعض العبارات المتتالية في عدد الكلمات ، وفي الإيقاع الموسيقي بدون سجع ، ويأتي في النثر فقط .
الأساليب :
من الأساليب الإنشائية :
* (فاختر لنا) : أمر غرضه : الالتماس .
* (وليكن الحمام ، وليكن الحجام) : أمر غرضه : التمني .
* وبقية أجزاء الفقرة أساليب خبرية غرضها : الوصف .
الصور الخيالية :
* (خفيف اليد) : كناية عن صفة المهارة . وسر جمال الكناية تقوية المعنى ؛ لأنها تأتي به مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى