أقبلت يا رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
فإن شهر رمضان من الشهور المعظمة عند الله تعالى، ففيه نزل القرآن الكريم في ليلة { خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر:3-5]. وهو شهر القرآن، وشهر الصيام، ففيه تصفد الشياطين، ويكثر المسلمون فيه من الطاعات والعبادات، ويتقربون لربهم بالصدقات على الفقراء والمساكين.
معنى رمضان: رمضان معناه الصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح تقرباً إلى الله تعالى.
وقته: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وحكم صيام رمضان واجب وهو الركن الرابع من أركان الإسلام لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] ويجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم رجلاً كان أو امرأة.
شروط صيام رمضان:
1- الإسلام: فلا يجب على كافر حتى يسلم.
2- العقل: فلا يجب على مجنون حتى يعقل.
3- البلوغ: فلا يجب على صغير حتى يبلغ، ولكن يؤمر به الصغير إذا طاقه ليعتاده.
4- القدرة على الصوم: فلا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه ويطعم عن كل يوم مسكيناً.
5- التمييز: فلا يصح من الصغير حتى يميز.
6- انقطاع دم الحيض: فلا يصح من الحائض حتى ينقطع دمها.
7- انقطاع دم النفاس: فلا يصح من النفساء حتى تطهر.
8- النية: من الليل لكل يوم من الصوم واجبة فلا تصح بغير نية، والنية محلها القلب إلا النفل فلا يجب فيه تبييت النية.
وللصيام سنن ستة وهي:
1 - تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر.
2 - تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس.
3 - الزيادة في أعمال الخير والإكثار من نوافل الصلاة والصدقة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار.
4 - وأن يقول إذا شُتم: إني صائم، فلا يسب من سبه بل يقابل ذلك بالإحسان ليفوز بالأجر ويسلم من الإثم.
5 - وأن يدعو عند فطره بما أحب، ومن ذلك أن يقول: ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ).
6 - أن يفطر على رطب فإن عدمه فعلى تمر فإن عدمه فعلى ماء.
وأيضاً المفطرون في رمضان لهم أحكام وهي إباحة الفطر في رمضان لأربعة أقسام من الناس وهم:
1 - المريض الذي يتضرر به والمسافر الذي له القصر: فالفطر لهما أفضل وعليهما القضاء، وإن صاما أجزأهما.
2 - الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإن صامتا لم يجزئهما.
3 - الحامل والمرضع: إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً.
وإن صامتا أجزأهما، وإن خافتا على نفسيهما أفطرتا وقضتا فقط.
4 - العاجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد أي كيلو ونصف تقريباً.
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
1 - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2 - تستفغر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
3 - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.
4 - تصفد فيه الشياطين.
5 - تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.
6 - فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم خيراً كثيراً.
7 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
الأعمال الصالحة التي تجب أو تتأكد في رمضان:
1 - الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : « كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [أخرجه البخاري ومسلم]. لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس له حاجة في أن يضع طعامه وشرابه » [أخرجه البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم : « الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم » [رواه البخاري ومسلم].
فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روي ذلك عن جابر.
2 - القيام: قال صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم] وهذا تنبيه مهم ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب من القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة » [رواه أهل السنن].
3 - الصدقة: « كان رسول صلى الله عليه وسلم الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة » [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقة في رمضان » [أخرجه الترمذي]. ولها أبواب وصور كثيرة منها:
أ - إطعام الطعام: قال تعالى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً } [الإنسان:8-12].
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. وسواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم » [رواه الترمذي]. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم. منهم الحسن وابن المبارك.
ب - تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم : « من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء » [رواه الترمذي].
4 - الاجتهاد في قراءة القرآن: احرص أخي في الله على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عز وجل.
أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ } [النجم:60،59] بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يلج النار من بكى من خشية الله » [رواه الترمذي].
5 - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس » [أخرجه مسلم].
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » [صححه الألباني].
وهذا في كل يوم، فكيف أيام رمضان أيام الرحمة والمغفرة؟
6 - الاعتكاف: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً » [أخرجه البخاري].
7 - العمرة في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « عمرة في رمضان تعدل حجة » [أخرجه البخاري].
8 - تحري ليلة القدر: قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر:1-3]. وقال صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [أخرجه البخاري] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر، رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان وهي في الوتر أحرى. وفي الحديث عن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم : « قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » [رواه أحمد].
9 - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: فأيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتمنها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ومنها:
أ - عند الإفطار، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
ب - عند ثلث الليل الأخير، حيث ينزل ربنا تبارك وتعالى يقول: « هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له »
ج - الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18].
د - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.
ملاحظات ومخالفات يجب تجنبها وأنت صائم:
1 - جعل الليل نهاراً والنهار ليلاً.
2 - النوم عن بعض الصلاة المكتوبة.
3 - الإسراف في المأكل والمشرب.
4 - التلثم والعصبية الزائدة أثناء قيادة السيارة.
5- إضاعة الأوقات.
6 - تبكير السحور والنوم عن صلاة الفجر.
7 - قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار.
8 - عدم تأدية صلاة التراويح كاملة.
9- افتراش الأرصفة واجتماع الشباب على معصية الله.
10 - الاجتماع مع زملاء العمل وقت الدوام وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة.
11 - انشغال المرأة غالب وقتها بالمطبخ.
وللصيام فوائد أخرى:
1 - يجب على الصائم أن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً لا لشيء آخر.
2 - قد يعرض للصائم جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء وغيره إلى حلقه بغير اختياره، كل هذه الأمور لا تفسد الصوم بغير قصد.
3 - يجوز للصائم أن ينوي الصيام وهو جنب ثم يغتسل بعد طلوع الفجر، أما المرأة الحائض والنفساء إذا طهرت قبل طلوع الفجر فلتغتسل وتصلي المغرب والعشاء وتصوم.
4 - يجوز للصائم أن يتسوك في أول النهار وآخره وهو سنة في حقه كالمفطرين.
5 - وجول استغلال أوقات رمضان بالأعمال الصالحة من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن وذكر الله ودعائه واستغفاره. فرمضان مزرعة للعبادة وتطهير القلوب من الفساد.
6 - تهذيب الروح وصفاء النفس من السب وإيذاء الناس.
7 - لا يفسد صوم من طار إلى حلقه دخان أو غبار بغير قصد لعدم إمكان التحرز منه.
8- لو أراد أن يأكل أو يشرب من وجب عليه الصيام في نهار رمضان ناسياً أو جاهلاً وجب على من رآه إعلامه، وذلك من التعاون على البر والتقوى.
9 - يجب على الصائم وغيره حفظ جوارحه عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع إلى المحرم والأكل والشراب المحرم.
10 - يستحب الجود في رمضان وتلاوة القرآن اقتداءً بالنبي واحتساباً للأجر.
11 - من أسباب المغفرة والتوبة في رمضان: صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى وتفطير الصوام والصدقة.
12 - أفضل الصقدة صدقة في رمضان.
13 - الصوم لمن أبيح له الفطر ما لم يشق عليه لقوله تعالى: { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } [البقرة:184].
14 - قيام ليلة القدر، فهذه الليلة خير من ألف شهر، فقد نزل فيها القرآن لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [البقرة:185].
15 - تسنغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
16 - شهر رمضان شهر الصبر. والصبر ثوابه الجنة.
17 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان وذلك أن العامل يؤتى أجره إذا قضى عمله.
18 - في رمضان تنزل الرحمة وتحط الخطايا ويستجاب الدعاء.
توجيهات يجب اتباعها في رمضان
1 - صم رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك.
2 - احذر أن تفطر يوماً من رمضان بغير عذر، فإن حصل منك ذلك فعليك بالقضاء والكفارة مع التوبة الصادقة.
3 - فطّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم.
4 - حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنال ثوابها ويحفظك الله بها في رمضان وفي غيره.
5 - أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة في رمضان.
6 - احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت.
7 - اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل حجة.
8 - أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه والاستقامة على طاعته بفعل جميع الأوامر وترك جميع المناهي.
9 - لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك وطمأنينتها.
10 - أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الله الجنة والنجاة من النار في رمضان وغيره، ولا سيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور فإنها من أهم أسباب المغفرة.
11 - صم ستة أيام من شوال « من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله » [رواه مسلم].
12 - استمر على الإيمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى الموت، لقوله تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:99].
13 - أكثر من الصلاة والصوم والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
14- إن المسلمين قد أجمعوا على فريضة صوم رمضان، فمن أنكر فريضة صوم رمضان فهو مرتد كافر يستتاب.
15 - فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله تسعة رمضانات، والصوم فريضة على كل مسلم بالغ عاقل.
16- احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فإنها تنقص أجر الصائم.
زكاة الفطر
1 - هي زكاة البدن والنفس الواجبة بسبب الفطر من صوم رمضان.
2 - تجب على كل مسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته.
3 - مقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فائضاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته.
4 - مقدار الصاع النبوي أربعة أمداد، والمد ملء الكفين المتوسطين، ومقداره بالكيلوات: ثلاثة كيلو جرام تقريباً.
5 - والأفضل فيها الأنفع للفقراء.
6 - ووقت إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد لغير عذر شرعي، فإذا فعل لم تقبل منه وتكون صدقة من الصدقات.
7 - مكان إخراجها البلد الذي أنت مقيم فيه وقت الإخراج.
8 - ولا يجوز فيها إخراج القيمة لأنه بخلاف السنة.
9 - ومصرفها مصرف الزكاة والأولى بها الفقراء والمساكين والمدينون.
10 - والواجب أن تصل إلى مستحقها أو وكيله في وقتها.
وفي النهاية:
أنصحك أخي في الإسلام ألا تفرط في صيام يوم من رمضان فإن أفطرت فلن تستطيع تعويضه بنفس الأجر والحسنات ولو صمت عمرك كله، ويجب عليك أخي في الإسلام بعد نهاية شهر رمضان أن تستمر على طاعة الله واجعل شهر رمضان بداية لتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة إلى عبادات وأعمال فاضلة.
أسأل الله أن يتقبل أعمالك وأن يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين. اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تطوى الليالي و الأيام ، و تنصرم الشهور و الأعوام ، فمن الناس من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و إذا بلغ الكتاب أجله فلا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون . و من يعيش فإنه يرى حلواً و مراً ، فلا الحلو دائم ، و لا المر جاثم ، و الليل و النهار متعاقبان ، و الآلام تكون من بعد زوالها أحاديث و ذكرى . و لا يبقى للإنسان إلا ما حمله زاداً للحياة الأخرى . يشب الصغير ، و يهرم الكبير ، و ينظر المرء ما قدمت يداه و كل يجري إلى أجل مسمى . قعدت بالمؤملين آجالهم عن بلوغ آمالهم . و عدوا أنفسهم بالصالحات فعاجلهم أمر الله . كل الناس يغدو في أهداف و آمال و رغبات و أماني ، ولكن أين الحازمون و أين الكيسون
لقد أقبل عليكم شهر عظيم مبارك كنتم قد وعدتم أنفسكم قبله أعواماً و مواسم ، و لعل بعضاً قد أمل و سوف و قصر فها هو قد مد له في أجله و أنسى له في عمره فماذا عساه فاعل ؟ ؟ . إن بلوغ رمضان نعمة كبرى ، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون . إن واجب الأحياء استشعار هذه النعمة و اغتنام هذه الفرصة . إنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة ، أي خسارة أعظم من أن يدخل المرء فيمن عناهم المصطفى صلى الله عليه و سلم بحديثه على منبره في مساءلة بينه و بين جبريل الأمين :
" من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين " . من حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي ؟ ؟ . إن بلوغ الشهر أمنية كانت يتمناها نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم و يسألها ربه حتى كان يقول : " اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان " . إن العمل الجد لا يكون على تمامه و لا يقوم به صاحبه على كماله إلا حين يتهيأ له تمام التهيؤ ، فيستثير في النفس همتها و يحدوه الشوق بمحبة صادقة و رغبة مخلصة . و في مقام الاستقبال و الترحيب بشهر رمضان المعظم يقول عليه الصلاة و السلام مخاطباً أصحابه و أمته من بعدهم :
" أتاكم رمضان سيد الشهور فمرحباً به و أهلاً " . " و في حديث عبادة : أتاكم شهر رمضان ، شهر بركة ، يغشاكم الله فيه برحمته ، و يحط الخطايا ، و يستجيب الدعاء . ينظر الله إلى تنافسكم فيه و يباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً . فإن الشقي من حرم رحمه الله " . عباد الله : جدير بشهر هذه بعض أسراره ، وتلك بعض خصاله أن يفرح به المتعبدون ، و يتنافس في خيراته المتنافسون أين هذا من أناس استقبالهم له تأفف ، و قدومه عليهم عبوس لقد هرم فيه أقوام فزلت بهم أقدام . اتبعوا أهواءهم ، فانتهكوا الحرمات ، و اجترأوا على المعاصي ، فباءوا بالخسار والتبار .في الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد وصنوف المطاعم و المشارب ، يقضي نهاره نائماً ، ويقطع ليله هائماً . وفيهم من رمضانه بيع و شراء ، يشتغل به عن المسابقة إلى الخيرات ، و شهود الصلوات في الجماعات . فهل ترى أضعف همةً و أبخس بضاعةً ممن أنعم الله عليه بإدراك شهر المغفرة ثم لم يتعرض فيه للنفحات ؟ ؟ .
معاشر الأحبة : ذلكم هو الصيام و أولئك هم الصائمون . أين هؤلاء من أقوام لا يرون في الصوم إلا حرماناً لشهواتهم العارمة و غرائزهم الجامحة ، فوجوههم لاستقبال شهرهم عابسة ، و صدورهم به ضائقة ، و نفوسهم فيه منقبضة . ناهيك بأقوام يتمتعون في بأنواع من المعايش ، و ألوان من المطاعم و المشارب ، يسرفون على بطونهم بالأكل حتى تمرض ، و على جيوبهم بالإنفاق حتى تنفذ ، ينفق أحدهم في شهره ما يوازي إنفاقه في عامه كله أو يكاد . استهلاك الأغذية عندهم يتضاعف في رمضان ، إن هؤلاء المغفلين يجوعون في النهار ليزداد نهمهم بالليل . أي مسكنة بعيش فيها هؤلاء ؟؟ إنهم لم يأخذوا من الحياة سوى جانبها الفضولي العابث ، يتأثرون و لا يؤثرون ، و لقد قال بعض الفضلاء :
( لو صام المسلمون اليوم صوماً صادقاً خالصاً لتخلصوا من مصائب أنفسهم و شرور أعمالهم ، و لو صدقوا لما استطاع عدو أن يحيك لهم المؤامرات و الدسائس و الفتن ) أي غناء و أي فائدة أن يمسك بعض الناس عن الطعام و الشراب و لكنه في سلوكه و أعماله مجموعة من المتناقضات و المهملات عبثاً و لهواً و ضياعاً . أي مفهوم معكوس لدى بعض المسلمين حين يسهرون في رمضان لتسلية فارغة و لغو طويل ، بل إنهم ليعدون لأنفسهم برامج خاصة كلها لهو و ضحك و مجون . وهذا ما تفعله وسائل الفساد والإفساد من صد للناس عن طاعة ربهم وعبادته السهر في الليل أيها الأخوة و كما يعلم العقلاء و الفضلاء لا يكون إلا لشرطي يحرس الأمن و جندي يحمي الثغر و طبيب يرعى مريضاً و متعلم يستدرك و يستذكر و عامل في نوبة ليلية ، و ما عدا ذلك فلا يكون السهر إلا لمجتهد يتجافى جنبه عن المضجع يدعو ربه خوفاً و طمعاً و يقطع ليله تسبيحاً و قرآناً إن حقا على المسلمين أن يبكوا و لا يضحكوا و أن يجدوا و لا يهزلوا ،
أين الإحساس بضراوة العدو و شراسة الكائدين أن أوصالاً كبيرة من جسد الأمة تقطع و تنتقص ، و تعيش وطأة من الذل و الاستعباد ، و الفقر و الإبادة ، و الابعاد و التشريد أمة الصيام والقيام : اتقوا الله ، و أكرموا هذا الوافد العظيم ، جاهدوا النفوس بالطاعات . ابذلوا الفضل من أموالكم في البر والصلات ، استقبلوه بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله . جددوا العهد مع ربكم ، و شدوا العزم على الاستقامة ، فكم من مؤمل بلوغه أصبح رهين القبور . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " . الحمد لله خص بالتشريف و التفضيل بعض مخلوقاته ، أحمده سبحانه و اثني عليه بما هو أهله حمداً و ثناء يملآن أرضه و سمواته ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو أعلم بمواضع اختياره و كراماته ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله و صفيه من رسله و مختاره من برياته ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و أتباعه من أهل محبته و موالاته . أما بعد فاتقوا الله رحمكم الله و اعلموا أن ربكم بفضله و منه قد جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته . فبادروا وفقكم الله إلى الخيرات و أصلحوا من أحوالكم ، فالمسئولية عظمى و المحاسبة دقيقة . و لقد أوصى أبو ذر رضي الله عنه أصحابه يوماً فقال :
( إن سفر القيامة طويل فخذوا ما يصلحكم ، صوموا يوماً شديد الحر لحر يوم النشور ، و صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور و تصدقوا بصدقة السر ليوم عسير ) . و لما قيل للأحنف بن قيس إنك شيخ كبير و إن الصوم يضعفك قال : ( إني أعد لسفر طويل و الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله ) . فاستكثروا من الطاعات و النوافل من بعد الفرائض ، و اسعوا في قضاء حوائج المحتاجين و تفقد أحوال المساكين. معاشر المسلم ، إن رمضان آت بعد أيام . بلغنا الله و إياكم أيامه ، و تقبل منا و منكم صيامه قيامه . إنه آت و في الأمة تعساء يستقبلونه على أنه شهر جوع نهاري ، و شبع ليلي ، نوم في الفرش في النهار إلى ما بعد العصر ، و سمر في الليل ممتد إلى طلوع الفجر ، ليس رمضان عندهم إلا موسم للموائد الفاخرة ، بألوان من الطعام و الشراب زاخرة ، ذو العمل منهم يتبرم من عمله ، و صاحب التعامل يسيء في تعامله ، و ذو الوظيفة تثقل عليه وظيفته وجوههم عابسة ، و صدورهم ضيقة ، و ألسنتهم سليطة ، و غيظهم حانق ، لا يرون في رمضان إلا جوعاً لا تتحمله أمعاؤهم ، و عطشاً لا تقوى عليه عروقهم . يقابل هؤلاء التعساء قوم رضي الله عنهم و رضوا عنه ،
يستقبلون شهرهم ليجددوا فيه صلتهم مع ربهم ، و يعيشون نهارهم عيشة الأبطال في المعارك ، و يقطعون ليلهم بلذيذ المناجاة و صادق الابتهالات . إيثار جميل ، و صبر كريم ، و تهذيب في الخلق نبيل . لا يقابلون الإساءة بالإساءة ، و لا يردون البذاءة بالبذاءة : " و إن سابه أحد ، أو قاتله قال : إني صائم " أيها المسلمون ، إن الصائمين القائمين هم الذين تصلح بهم الأوضاع ، و تكسب بهم المعارك ، و تسعد بهم المجتمعات . اللهم بلغنا رمضان ، و وفقنا لصيامه و قيامه ، و اقبلنا فيه ، و تقلبه منا ، اللهم زدنا و لا تنقصنا ، و أعطنا و لا تحرمنا ، و أكرمنا و لا تهنا ، و آثرنا و لا تؤثر علينا ، و أرضنا و ارض عنا ، و اجعلنا مجتمعين غير متفرقين ، مغفوراً لنا إنا كنا مذنبين ، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، و أجرنا من خزي الدنيا و عذاب الآخرة ، و كفر عنا سيئاتنا ، و أجزل حسناتنا ، و تب علينا إنك أنت التواب الرحيم . الا وصلوا عبادالله على خير خلق الله اللهم ابرم لهذه الأمة أمرا رشيدا _ اللهم عليك بالطغاة والمفسدين وسائر العلمانيين اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفهم شر شرارهم الله خلص الأمة من الطواغيت واجعل شريعتك فيصلا بين المسلمين ربنا ظلمنا أنفسنا
.
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى