( شاعر الرسول (صلى الله عليه وسلم) )
حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه
شاعر عربي وصحابي من الأنصار رضي الله عنهم،
ينتمي إلى قبيلة الخزرج من أهل المدينة، كما كان شاعرا معتبرا يفد على ملوك آل غسان في الشام قبل إسلامه،
ثم أسلم وصار شاعر النبي محمد (ص) بعد الهجرة. وتوفي أثناء خلافة علي بن أبي طالب بين عامي 35 و 40 ه.
حيآته :-
هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري من أهل المدينة،
ومن بني النجار أخوال عبدالمطلب بن هاشم جد النبي محمد (ص) من قبيلة الخزرج،
ويروى أن أباه ثابت بن المنذر الخزرجي كان من سادة قومه، ومن أشرفهم،
وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية. ولد 60 قبل الهجرة على الأرجح ،
وكان ينشد الشعر قبل الإسلام، وبعد إسلامه اعتبر شاعر النبي محمد بن عبد الله (ص) .
وسجلت كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها في هجاء الكفار ومعارضتهم،
وكذلك في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم. وأصيب بالعمى قبل وفاته،
ولم يشهد مع النبي مشهدا لعلة أصابته ويعد في طبقة المخضرمين من الشعراء
لأنه أدرك الجاهلية والإسلام.
وتوفي في المدينة في زمن خلافة علي بن أبي طالب
حياة حسان بن ثابت في الإسلام والشعر
لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره ، هاجر إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فدخل في الإسلام .
وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانية ، ويدافع عن محمد والإسلام ، ويهجو خصومهما .
قال صلى الله عليه وسلم يوما للأنصار :
" ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ "
فقال حسان بن ثابت : أنا لها ، وأخذ بطرف لسانه ، وقال عليه السلام :
" والله ما يسرني به مقول بين بصرى وصنعاء "
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء ، بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صح إسلامهم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان ، وكان يحثه على ذلك
ويدعو له بمثل :" اللهم أيده بروح القدس" عطف عليه ، وقربه منه ، وقسم له من الغنائم والعطايا .
إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشا بالكفر وعبادة الأوثان ، إنما كان يهجوهم بالأيام
التي هزموا فيها ويعيرهم بالمثالب والأنساب . ولو هجاهم بالكفر والشرك ما بلغ منهم مبلغا .
كان حسان بن ثابت لا يقوى قلبه على الحرب ، فاكتفى بالشعر ، ولم ينصر محمدا بسيفه ،
ولم يشهد معركة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوة .
مما لا شك فيه أن حسان بن ثابت كان يحظى بمنزلة رفيعة ، يجله الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء .
في نفس الوقت ، فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه موقفا خاصا من الشعر ،
ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردة لم تدع له وقتا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم .
في حين نجد أن عمر رضي الله عنه يحب الشعر ، خاصة ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى . و
قد روي عن كل من الخليفتين الراشدين عددا من الأبيات لسنا في صدد إيرادها .
شعره ,,,
اشتهرت مدائحه في الغسانيين قبل الإسلام،
ومن أشهر ما وصلنا من تلك القصائد لاميته التي جاء فيها:
لله در عصابة نادمتهم يوما بجلق في الزمان الأول
أولاد جفنة حول قبر أبيهم قبر ابن مارية الكريم المفضل
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول
يغشون حتى ما تهر كلابهم لا يسألون عن السواد المقبل
يؤكد الناقدون أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية.
لكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة،
ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة.
ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية،
لكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة
كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.
يقول الناقد محمد مصطفى سلام: "لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية
كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته،
وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين،
كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولةالمأخذ واقعية الصورة وقرب الخيال،
واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، وصف الشعائر الإسلامية
وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين
وبعض ما مدح به الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أو رثاهم به."
وقال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة:
كان شاعر الأنصار في الجاهلية
وشاعر النبي في النبوة
وشاعر اليمانيين في الإسلام.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان
فإنهم يعدون ستة في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
نماذج من إبداعاته
لا يتسع المجال هنا لتقديم نماذج عديدة من شعر حسان، ولذلك فإننا نكتفي باختيار بضعة أمثلة قد لا تحدد بشكل حاسم القيمة الفنية لشعره الإسلامي، ولكنها على الأقل تومئ إلى مستوى الآفاق التي حلق فيها.
يقول عن الرسول مشيرا إلى مكانة قومه واعتزازه بتأييده عليه الصلاة والسلام والوقوف إلى جانبه في مواجهة المشركين:
نصرناه لما حل وسط رحالنا
بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا
وطبنا له نفسا بفيء المغانم
أما مدائح حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم فتكشف عن عمق إيمانه به وعن مدى حبه وإجلاله له عليه الصلاة والسلام من ذلك قوله:
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
فإذا انتقلنا من المدح إلى الرثاء وجدنا حسان يرثي الرسول بمجموعة من القصائد التي تنم عن شعور صادق بالحزن والتي تنصهر فيها المعاني في بوتقة داكنة قاتمة، وتكاد الكلمات تتحول فيها إلى دموع، ومن ذلك قوله:
فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
فما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى