الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة
وصف ثقل السحاب
السحب هي عبارة عن تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معًا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون، تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الأعراف:.57 لقد جاء ذكر السحاب في مواضع عديدة من القرآن، وجاءت الإشارة إلى خاصية ثقل السحاب في الآية 57 أعلاه من سورة الأعراف، وذلك في قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} وثقالاً هي جمع ثقيلة، فنقول سحابة ثقيلة وبالجمع سحاب ثِقال، وهذا نص صريح من ربّ العالمين أنّ السحب ثقال أي شديدة الثقل لِمَا تحمله من ماء، وهذا ما ذهب إليه ابن كثير والطبري ومعظم علماء التفسير، وهذا أيضًا ما اعتادت أن تقوله العرب. فقوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} هو وصف لثقل السحب وصفًا حقيقيًا إعجازيًا قد أدحضّ كل الخرافات والعقائد الخاطئة والّتي قد أعطت تفسيرًا خاطئ للسحب وخصائصها، فوصفها سبحانه في كتابه منذ مئات السنين وصفًا دقيقًا لم يتمكّن الإنسان الوصول إلى إدراك ماهيتها إلى بعد 14 قرنًا من وحي الله إلى رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
والمتدبر في قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} يجد مجالاً لإعجاز علمي آخر على غرار خاصية الثقل، فالتاء في قوله {أَقَلَّتْ} تعود على الرياح، والإقلال بالشيء هو حمله والقيام به، فالعرب تقول: استقلّ البعير بحمله أي إذا حمله فقام به.
الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة الإعجاز الغيبي في وصف قتال اليهود من وراء الجُدُر
قال تعالى: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونََ}الحشر:.14
قال ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: (هذه الآية بدل اشتمال من الآية السابقة لها: {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} الحشر:13، لأنّ شدّة الرهبة من المسلمين تشتمل على شدة التحصن لقتالهم إيّاهم أي لا يقدرون على قتالكم إلاّ في هذه الأحوال). هذه الآية الكريمة تكشف عن الطبيعة النّفسية لليهود، فقد برع اليهود في التعصّب الأعمى ضدّ كلّ مَن سواهم، بل ضدّ الإنسانية بصفة عامة، كما برعوا في تدبير المؤامرات ونقض المعاهدات وتزييف التاريخ وتحريف الدِّين والافتراء على الله وعلى كتبه وأنبيائه ورسله، وفي سلب الأراضي من أهلها، وفي تربية ناشئتهم على الاستعلاء الكاذب فوق الخلق.
ولذلك كان خوفهم من الأمم المحيطة بهم شعورًا مسيطرًا دومًا عليهم، فعاشوا عبر التاريخ وراء القُرى المحصّنة والجُدران المرتفعة والموانع والعوائق المتعددة أو في أحياء مغلقة. وتاريخ اليهود يؤكّد صدق القرآن الكريم بهذه الإشارة الربانية الصادعة {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُر}، وقد أفاض أهل العلم في بيان طبيعة القرى المحصّنة لليهود عبر التاريخ، والّتي كان من أحدثها خط بارليف الّذي أقامته إسرائيل بعد انتصارها في حرب 1967، والجدار العازل الّذي شرعت في إقامته سنة 2003 بعد أن سيطرت على أغلب الأراضي الفلسطينية، وامتلكت من السّلاح والعتاد ما لا يعلمه إلاّ الله، فكان ذلك أكبر دليل على الخوف المسيطر على نفوس اليهود والّذي لا ينفك عنهم حتّى ولو انتصروا على عدوهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[size=25]طبقات الأرض السبعة
"معجزة قرآنية ونبوية"
عندما بدأ العلماء بسبر أغوار الأرض وبذل الجهود لمعرفة أسرار بنيتها وتركيبها، وجدوا أن الأساطير والخرافات التي سادت في العصور السابقة ليس لها أي أساس علمي. وبعد أن اكتشف العلماء أن الأرض عبارة عن كرة اقترحوا أن باطن هذه الكرة يتألف من نواة، وسطح الأرض عبارة عن قشرة أرضية رقيقة جداً مقارنة بحجم الأرض، وبينهما طبقة ثالثة هي الوشاح. وهكذا قرر علماء القرن العشرين أن الأرض عبارة عن ثلاث طبقات فقط.
تطور الحقائق العلمية
ولكن نظرية الطبقات الثلاث للأرض لم تصمد طويلاً بسبب الكشوفات الجديدة في علم الأرض. فالقياسات والاختبارات الحديثة أظهرت أن المادة الموجودة في نواة الأرض ذات ضغط هائل يبلغ أكثر من 3 ملايين مرة الضغط على سطح الأرض!!
وفي ظل هذا الضغط سوف تتحول المادة إلى الحالة الصلبة، وهذا يعني أن قلب الأرض صلب جداً! وتحيط به طبقة سائلة ذات درجة حرارة عالية جداً. وهذا يعني أيضاً أن هنالك في باطن الأرض طبقتين وليس طبقة واحدة، أي طبقة صلبة في المركز تحيط بها طبقة سائلة.
ثم تطورت أجهزة القياس وأظهرت للعلماء تمايزاً واضحاً بين أجزاء الأرض الداخلية. فلو نزلنا تحت القشرة الأرضية رأينا طبقة أخرى من الصخور الملتهبة، هي الغلاف الصخري. ثم تأتي بعدها ثلاث طبقات أخرى متمايزة من حيث الكثافة والضغط ودرجة الحرارة.
ولذلك وجد العلماء أنفسهم يصنفون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. والشكل المرفق يوضح هذه الطبقات مع أبعادها حسب ما وجده العلماء حديثاً، وهو من الحقائق اليقينية التي يدرسونها لطلابهم في الجامعات. والتي يشاهدونها من خلال مقاييس الزلازل ومن الدراسة النظرية للحقل المغنطيسي للأرض وغير ذلك.
لقد وجد العلماء أيضاً أن الذرة تتألف من سبع طبقات، وهذا يؤكد وحدة الخلق، فالنظام الذي يحكم الكون كله واحد. فالأرض سبع طبقات، وكل ذرة من ذراتها سبع طبقات أيضاً.
رسم يوضح طبقات الأرض السبعة، ونلاحظ فيه قشرة رقيقة ثم يليها أربع أوشحة متدرجة السماكة ثم تأتي النواة الخارجية السائلة والنواة الداخلية الصلبة، ويكون المجموع سبع طبقات.
طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها. ولذلك لا يمكن أبداً أن نعتبر أن الكرة الأرضية طبقة واحدة كما كان الاعتقاد سائداً في الماضي. وهنا نجد أن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً، ولم تكن مطروحة زمن نزول القرآن الكريم. هذا ما يقوله لنا علماء القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى؟
في رحاب القرآن الكريم
يتحدث البيان الإلهي عن الطبقات السبع للسماء والأرض في آيتين في قوله عزّ وجلّ:
1- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا)[الملك: 3].
2- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12].
لقد حدّدت لنا الآية الأولى صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات وهو سبعة، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض كما نجد ذلك في تفاسير القرآن ومعاجم اللغة العربية. أما الآية الثانية فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً.
وهنا نتوقف عند قوله تعالى: (طِباقاً)، والتي توحي بوجود طبقات، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم من أن الأرض عبارة عن طبقات أي Layers وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن القرآن قد حدّد شكل الأرض وهو الطبقات، وحدد أيضاً عدد هذه الطبقات وهو سبعة، بكلمة أخرى إن القرآن حدّد التسمية الدقيقة لبنية الأرض وهي الطباق أو الطبقات. أي أن القرآن قد سبق علماء القرن الواحد والعشرين إلى الحديث عن حقيقة الأرض بأربعة عشر قرناً، أليست هذه معجزة قرآنية مبهرة؟!
في رحاب السنّة المطهرة
ولو تأملنا أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وجدنا حديثاً يؤكد وجود سبع أراضين، أي سبع طبقات تغلف بعضها بعضاً. يقول صلى الله عليه وسلم: (مَن ظَلَم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أراضين) [رواه البخاري]. وهنا نجد أن الرسول الكريم قد فسّر صفة الطباق بصفة ثالثة وهي صفة الإحاطة بقوله عليه صلوات الله وسلامه: (طُوِّقَهُ من سبع أراضين) والتي تعني التطويق والإحاطة من كل جانب كما في معاجم اللغة، وهذه فهلاً هي حقيقة طبقات الأرض التي يطوّق بعضها بعضاً.
والسؤال هنا: أليست هذه معجزة نبوية عظيمة؟ أليس هذا الحديث الشريف يحدد عدد طبقات الأرض وهو سبعة، ويحدد شكل هذه الطبقات وهو التطويق والإحاطة، بل وفي هذا إشارة إلى الشكل الكروي أو القريب منه أي أن الحديث الشريف يتحدث عن كروية الأرض؟
إذن القرآن الكريم والسنّة النبوية قد سبقا العلم الحديث لهذه الحقيقة العلمية. بل إن القرآن قد أعطانا التسمية الدقيقة لحقيقة تركيب الأرض من خلال كلمة (طباقاً) وأعطانا العدد الدقيق لهذه الطبقات وهو سبعة، بينما العلماء استغرقوا سنوات طويلة وغيروا نظرياتهم مرات عدة ليخرجوا بنفس النتائج الواردة في كتاب الله وسنة رسول الله. فسبحان الله العلي العظيم القائل في كتابه المجيد: (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟) [الذاريات: 20-21].
المراجع
أن تكون أكثر من مقالة بعنوان "باطن الأرض" على موقع المسح الجيولوجي على الرابط:
http://pubs.usgs.gov/publications/text/inside.html
مقالة تعليمية بعنوان: "طبقات الأرض" على الرابط:
http://volcano.und.nodak.edu/vwdocs...hs_layers1.html
[/size]
وصف ثقل السحاب
السحب هي عبارة عن تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما معًا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون، تبدو سابحة في الجو على ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الأعراف:.57 لقد جاء ذكر السحاب في مواضع عديدة من القرآن، وجاءت الإشارة إلى خاصية ثقل السحاب في الآية 57 أعلاه من سورة الأعراف، وذلك في قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} وثقالاً هي جمع ثقيلة، فنقول سحابة ثقيلة وبالجمع سحاب ثِقال، وهذا نص صريح من ربّ العالمين أنّ السحب ثقال أي شديدة الثقل لِمَا تحمله من ماء، وهذا ما ذهب إليه ابن كثير والطبري ومعظم علماء التفسير، وهذا أيضًا ما اعتادت أن تقوله العرب. فقوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} هو وصف لثقل السحب وصفًا حقيقيًا إعجازيًا قد أدحضّ كل الخرافات والعقائد الخاطئة والّتي قد أعطت تفسيرًا خاطئ للسحب وخصائصها، فوصفها سبحانه في كتابه منذ مئات السنين وصفًا دقيقًا لم يتمكّن الإنسان الوصول إلى إدراك ماهيتها إلى بعد 14 قرنًا من وحي الله إلى رسوله الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
والمتدبر في قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} يجد مجالاً لإعجاز علمي آخر على غرار خاصية الثقل، فالتاء في قوله {أَقَلَّتْ} تعود على الرياح، والإقلال بالشيء هو حمله والقيام به، فالعرب تقول: استقلّ البعير بحمله أي إذا حمله فقام به.
الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة الإعجاز الغيبي في وصف قتال اليهود من وراء الجُدُر
قال تعالى: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونََ}الحشر:.14
قال ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: (هذه الآية بدل اشتمال من الآية السابقة لها: {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} الحشر:13، لأنّ شدّة الرهبة من المسلمين تشتمل على شدة التحصن لقتالهم إيّاهم أي لا يقدرون على قتالكم إلاّ في هذه الأحوال). هذه الآية الكريمة تكشف عن الطبيعة النّفسية لليهود، فقد برع اليهود في التعصّب الأعمى ضدّ كلّ مَن سواهم، بل ضدّ الإنسانية بصفة عامة، كما برعوا في تدبير المؤامرات ونقض المعاهدات وتزييف التاريخ وتحريف الدِّين والافتراء على الله وعلى كتبه وأنبيائه ورسله، وفي سلب الأراضي من أهلها، وفي تربية ناشئتهم على الاستعلاء الكاذب فوق الخلق.
ولذلك كان خوفهم من الأمم المحيطة بهم شعورًا مسيطرًا دومًا عليهم، فعاشوا عبر التاريخ وراء القُرى المحصّنة والجُدران المرتفعة والموانع والعوائق المتعددة أو في أحياء مغلقة. وتاريخ اليهود يؤكّد صدق القرآن الكريم بهذه الإشارة الربانية الصادعة {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُر}، وقد أفاض أهل العلم في بيان طبيعة القرى المحصّنة لليهود عبر التاريخ، والّتي كان من أحدثها خط بارليف الّذي أقامته إسرائيل بعد انتصارها في حرب 1967، والجدار العازل الّذي شرعت في إقامته سنة 2003 بعد أن سيطرت على أغلب الأراضي الفلسطينية، وامتلكت من السّلاح والعتاد ما لا يعلمه إلاّ الله، فكان ذلك أكبر دليل على الخوف المسيطر على نفوس اليهود والّذي لا ينفك عنهم حتّى ولو انتصروا على عدوهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[size=25]طبقات الأرض السبعة
"معجزة قرآنية ونبوية"
عندما بدأ العلماء بسبر أغوار الأرض وبذل الجهود لمعرفة أسرار بنيتها وتركيبها، وجدوا أن الأساطير والخرافات التي سادت في العصور السابقة ليس لها أي أساس علمي. وبعد أن اكتشف العلماء أن الأرض عبارة عن كرة اقترحوا أن باطن هذه الكرة يتألف من نواة، وسطح الأرض عبارة عن قشرة أرضية رقيقة جداً مقارنة بحجم الأرض، وبينهما طبقة ثالثة هي الوشاح. وهكذا قرر علماء القرن العشرين أن الأرض عبارة عن ثلاث طبقات فقط.
تطور الحقائق العلمية
ولكن نظرية الطبقات الثلاث للأرض لم تصمد طويلاً بسبب الكشوفات الجديدة في علم الأرض. فالقياسات والاختبارات الحديثة أظهرت أن المادة الموجودة في نواة الأرض ذات ضغط هائل يبلغ أكثر من 3 ملايين مرة الضغط على سطح الأرض!!
وفي ظل هذا الضغط سوف تتحول المادة إلى الحالة الصلبة، وهذا يعني أن قلب الأرض صلب جداً! وتحيط به طبقة سائلة ذات درجة حرارة عالية جداً. وهذا يعني أيضاً أن هنالك في باطن الأرض طبقتين وليس طبقة واحدة، أي طبقة صلبة في المركز تحيط بها طبقة سائلة.
ثم تطورت أجهزة القياس وأظهرت للعلماء تمايزاً واضحاً بين أجزاء الأرض الداخلية. فلو نزلنا تحت القشرة الأرضية رأينا طبقة أخرى من الصخور الملتهبة، هي الغلاف الصخري. ثم تأتي بعدها ثلاث طبقات أخرى متمايزة من حيث الكثافة والضغط ودرجة الحرارة.
ولذلك وجد العلماء أنفسهم يصنفون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. والشكل المرفق يوضح هذه الطبقات مع أبعادها حسب ما وجده العلماء حديثاً، وهو من الحقائق اليقينية التي يدرسونها لطلابهم في الجامعات. والتي يشاهدونها من خلال مقاييس الزلازل ومن الدراسة النظرية للحقل المغنطيسي للأرض وغير ذلك.
لقد وجد العلماء أيضاً أن الذرة تتألف من سبع طبقات، وهذا يؤكد وحدة الخلق، فالنظام الذي يحكم الكون كله واحد. فالأرض سبع طبقات، وكل ذرة من ذراتها سبع طبقات أيضاً.
رسم يوضح طبقات الأرض السبعة، ونلاحظ فيه قشرة رقيقة ثم يليها أربع أوشحة متدرجة السماكة ثم تأتي النواة الخارجية السائلة والنواة الداخلية الصلبة، ويكون المجموع سبع طبقات.
طبقات الأرض السبعة تختلف اختلافاً جذرياً من حيث تركيبها وكثافتها ودرجة حرارتها ونوع المادة فيها. ولذلك لا يمكن أبداً أن نعتبر أن الكرة الأرضية طبقة واحدة كما كان الاعتقاد سائداً في الماضي. وهنا نجد أن فكرة الطبقات الأرضية هي فكرة حديثة نسبياً، ولم تكن مطروحة زمن نزول القرآن الكريم. هذا ما يقوله لنا علماء القرن الحادي والعشرين، فماذا يقول كتاب الله تعالى؟
في رحاب القرآن الكريم
يتحدث البيان الإلهي عن الطبقات السبع للسماء والأرض في آيتين في قوله عزّ وجلّ:
1- (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا)[الملك: 3].
2- (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق: 12].
لقد حدّدت لنا الآية الأولى صفتين للسماوات وهما: عدد هذه السماوات وهو سبعة، وشكل السماوات وهي (طِبَاقًا) أي طبقات بعضها فوق بعض كما نجد ذلك في تفاسير القرآن ومعاجم اللغة العربية. أما الآية الثانية فقد أكدت على أن الأرض تشبه السماوات فعبَّر عن ذلك بقوله: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ). فكما أن السماوات هي طبقات، كذلك الأرض عبارة عن طبقات، وكما أن عدد طبقات السماوات هو سبعة، فكذلك عدد طبقات الأرض هو سبعة أيضاً.
وهنا نتوقف عند قوله تعالى: (طِباقاً)، والتي توحي بوجود طبقات، وهذا ما اكتشفه العلماء اليوم من أن الأرض عبارة عن طبقات أي Layers وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن القرآن قد حدّد شكل الأرض وهو الطبقات، وحدد أيضاً عدد هذه الطبقات وهو سبعة، بكلمة أخرى إن القرآن حدّد التسمية الدقيقة لبنية الأرض وهي الطباق أو الطبقات. أي أن القرآن قد سبق علماء القرن الواحد والعشرين إلى الحديث عن حقيقة الأرض بأربعة عشر قرناً، أليست هذه معجزة قرآنية مبهرة؟!
في رحاب السنّة المطهرة
ولو تأملنا أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وجدنا حديثاً يؤكد وجود سبع أراضين، أي سبع طبقات تغلف بعضها بعضاً. يقول صلى الله عليه وسلم: (مَن ظَلَم قيد شبر من الأرض طُوِّقه من سبع أراضين) [رواه البخاري]. وهنا نجد أن الرسول الكريم قد فسّر صفة الطباق بصفة ثالثة وهي صفة الإحاطة بقوله عليه صلوات الله وسلامه: (طُوِّقَهُ من سبع أراضين) والتي تعني التطويق والإحاطة من كل جانب كما في معاجم اللغة، وهذه فهلاً هي حقيقة طبقات الأرض التي يطوّق بعضها بعضاً.
والسؤال هنا: أليست هذه معجزة نبوية عظيمة؟ أليس هذا الحديث الشريف يحدد عدد طبقات الأرض وهو سبعة، ويحدد شكل هذه الطبقات وهو التطويق والإحاطة، بل وفي هذا إشارة إلى الشكل الكروي أو القريب منه أي أن الحديث الشريف يتحدث عن كروية الأرض؟
إذن القرآن الكريم والسنّة النبوية قد سبقا العلم الحديث لهذه الحقيقة العلمية. بل إن القرآن قد أعطانا التسمية الدقيقة لحقيقة تركيب الأرض من خلال كلمة (طباقاً) وأعطانا العدد الدقيق لهذه الطبقات وهو سبعة، بينما العلماء استغرقوا سنوات طويلة وغيروا نظرياتهم مرات عدة ليخرجوا بنفس النتائج الواردة في كتاب الله وسنة رسول الله. فسبحان الله العلي العظيم القائل في كتابه المجيد: (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ؟) [الذاريات: 20-21].
المراجع
أن تكون أكثر من مقالة بعنوان "باطن الأرض" على موقع المسح الجيولوجي على الرابط:
http://pubs.usgs.gov/publications/text/inside.html
مقالة تعليمية بعنوان: "طبقات الأرض" على الرابط:
http://volcano.und.nodak.edu/vwdocs...hs_layers1.html
[/size]
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى