الأبيات :
" المرض يفترس الابن ، والحزن يستبد بالأب "
5 - ألح عليه النزف حتى أحـاله *** إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد
6 - فيا لك من نفس تساقط أنفسا *** تساقط در من نظام بلا عقــــد
7 - ألام لما أبدي عليك من الأسى *** وإني لأخفي منك أضـعاف ما أبدي
6 - فيا لك من نفس تساقط أنفسا *** تساقط در من نظام بلا عقــــد
7 - ألام لما أبدي عليك من الأسى *** وإني لأخفي منك أضـعاف ما أبدي
اللغويات :
(5) ألحَّ : استمر ودام - النزْفُ : سيل الدم وخروجه بغزارة - أحالَه : حوله وغيَّره × أثبته - الجادىّ : الزعفران وهو نبات له زهر أصفر .
(6) يالكِ : أسلوب تعجب للحسرة - نفْس : رُوح ج نفوس ، أنفس - تساقَط : تتساقَط وحُذفتِ التاء الأولى تخفيفاً - درّ : لُؤلؤ - نِظام : خيط توضع فيه حبات اللؤلؤ - عَقْد : عقدة تمنعه من الانفراط .
(7) أُلامُ : أُعاتَب - أُبدي : أُظهر × أخفي - الأسَى : الحزن - أضْعاف : أمثال م ضِعْف .
الشرح :
(5) يتحدث الشاعر عن ابنه قبيل أن يفترسه الموت ، ويستحضر صورته وهو ينازع (يصارع) الموت فيقول : لقد انقض عليه الموت بوحشيته ؛ ليفترسه و ينقله سريعاً إلى اللحد (القبر) ، فاستمر النزيف يعاوده مرة بعد مرة حتى غيّره من نضارة الورد وحمرته إلى ذبول الزعفران وصفرته .
(6) ثم يتعجب الشاعر من الموت الذي أحكم قبضته على ابنه ، وجعل نفْس الابن تتجزأ إلى أكثر من نفس تتساقط الواحدة بعد الأخرى جزءًا جزءًا ، و كأنها عقد ثمين تتساقط حباته حبة أثر حبة .
(7) ثم يقول الشاعر مخاطباً ابنه : إنني أحاول إظهار التماسك وإخفاء نيران الحسرة المتأججة عليك ، ولكني لا أستطيع ، فيعاتبني الناس على ما أظهرته من الحزن عليك ، وفي نفسي بحور من الأحزان لا ضفاف لها لم أظهرها لهم ، أخفي في قلبي أضعافها .
س1 : استخدم الشاعر اللون في تصوير فكرته في البيت الخامس استخداماً دقيقاً . وضح . (سؤال امتحان الدور الثاني 97)
جـ : كان استخداماً دقيقاً حيث ظل ابنه ينزف حتى تحول لونه الوردي دليل الحيوية والنشاط إلى لون أصفر خال من النضارة وفوران الحياة ، وهكذا صور الموت عندما يأتي يتغير لون الإنسان . (إجابة نموذج التصحيح)
س 2: ما الدوافع التي جعلت الشاعر يحاول جاهداً إخفاء آلامه وأحزانه ؟
جـ : الدوافع : عتاب الناس الشديد لعدم تصبّره على فقد ابنه .
س3 : تكشف الأبيات عن مشاعر الأب في تصويره موت ابنه ، وفى وصف حزنه عليه . وضح ذلك . (سؤال امتحان الدور الثاني 2002)
جـ : صور الأب موت ابنه ، بأن المرض قد اشتد عليه ، فأخذ دمه ينزف باستمرار ، حتى تحول لون وجهه من الحمرة إلى الصفرة ، وتعجب في حسرة من انهياره أمام المرض ، وموته شيئاً فشيئاً ، وتساقط نفسه كما تتساقط حبات العقد .
- ووصف حزنه عليه بأنه يحاول التصبر والتحمل ، لكن الناس يعاتبونه على ما يظهر من حزنه ؛ مع أنه يخفي في نفسه أضعافه ، وأنه لا شيء يمكن أن يخفف حزنه ، حتى إن ما يظنه الناس عزاء له يزيد قلبه حزناً . (إجابة نموذج التصحيح)
- ووصف حزنه عليه بأنه يحاول التصبر والتحمل ، لكن الناس يعاتبونه على ما يظهر من حزنه ؛ مع أنه يخفي في نفسه أضعافه ، وأنه لا شيء يمكن أن يخفف حزنه ، حتى إن ما يظنه الناس عزاء له يزيد قلبه حزناً . (إجابة نموذج التصحيح)
س3 : بمَ وصف الشاعر احتضار ابنه ، واختطاف الموت له ؟ (سؤال امتحان الدور الأول 2008)
جـ : وصف الشاعر احتضار ابنه ، واختطاف الموت له في الأبيات بما يلي :
1 - حققت المنايا نهاية حياة ابنه ، ولم تتحقق الآمال في شفائه . (البيت الرابع) .
2 - طال على ابنه النزف حتى غيره من نضارة الوجه إلى الشحوب . (البيت الخامس) .
3 - صارع الابن الموت فتخرج روحه شيئاً فشيئاً في معاناة وألم شديدين . (البيت السادس) . (إجابة نموذج التصحيح)
2 - طال على ابنه النزف حتى غيره من نضارة الوجه إلى الشحوب . (البيت الخامس) .
3 - صارع الابن الموت فتخرج روحه شيئاً فشيئاً في معاناة وألم شديدين . (البيت السادس) . (إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :
الألفاظ :
(ألحَّ عليه النزفُ) : تعبير يدل على شدة المرض وقسوته .
(صفرة) : توحي بقرب غروب شمس حياة الابن .
(تساقط أنفساً) : توحي بشدة التمزق والمعاناة النفسية الهائلة .
(أُلامُ): فعل مبنى للمجهول للدلالة على كثرة اللائمين وعدم اهتمامه بهم .
الأساليب :
(فيالك) : أسلوب إنشائي / للتعجب والتحسر
(إنيِ لأُخفِي (: أسلوب مؤكد بوسيلتين هما (إن - واللام) .
(وإنِّي لأُخفي منكَ أضعافَ ما أُبدي ...) : إيجاز بحذف المفعول به ؛ لإفادة العموم وللمحافظة على القافية [ حرف الدال المكسور] وأصلها (أبديه عليك من الحزنِ) .
المحسنات البديعية :
(أُخفِي - وأُبدِي) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
الصور الخيالية :
(أحاله إلىِ صُفرةِ الجادي عن حُمرةِ الورِد) تشبيهانِ للابن قبل مرضه بالورد في نضارته وحمرته ، وبعد المرض بالجادي في صفرته وذبوله ، وسر جمالهما التوضيح ويوحيان بقسوة المرض .
(نفس تساقَطُ أنفساً تساقُطَ درٍّ من نظام بلا عقد) : تشبيه تمثيلي لنفس الابن التي فارقت جسده على مراحل ، بالعقد الذي انفرط خيطه ، فتساقطت حباته حبة بعد أخرى ، وسر جماله التجسيم والتوضيح ، وتوحي بقسوة المرض و شدة معاناة الابن قبيل وفاته وحزن الأب .
الأبيات :
" مناجاة الشاعر لابنه ، واستحالة العزاء عنه"
8 - محمد ما شيء توهم ســلوة *** لقلبي إلا زاد قلبي من الوجـــد
9 - أرى أخـويْكَ البـاقيين كليهما *** يكونانِ للأحـزانِ أورَى من الزنْدِ
10- إذا لَعـِبا في ملعبٍ لكَ لذَّعــا *** فؤادِي بمثلِ النارِ من غيرِ ما قصْدِ
11- وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ *** فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفرْدِ
اللغويات :
(مُحمَّد: ابنه يناديه - تُوهِّم : ظُنَّ - سَلْوة : عزاء ، صبر - الوْجدُ : شدة الحزن و اللوعة × سرور .
(9) أورَى: أكثر إشتعالاً × أخمد - الزَّندُ: حديدة تضرب بحجر صلب فتنقدح النار ج زِناد ، أَزْنُد ، أَزْناد .
(10) لذَّعا : أوجعا , احرقا - فؤادي : قلبي ج أفئدة - قصد : تعمُّد × صدفة .
(11) أُفردتَ : تركت وحيدا في قبرك - دارُ وحْشةٍ : أرض خالية موحشة و المراد : القبر - دارُ الأُنْسِ : أي الدنيا التي يأنس بها الناس - الفرد : الوحيد .
الشرح :
( ثم يتحدث الشاعر إلى ابنه قائلا : ليس هناك شيء يا محمد يخفف حزني عليك فما يتوهمه الناس - خطأ - من أنه يخفف من حزني عليك لا يزيدني إلا ألماً وحزناً على فقدك .
(9) فكلما شاهدت أخويك الباقيين تذكرتك فتشتعل نار الأحزان و الحسرة في نفسي .
(10) وإذا لعب أخواك في مكان كنت تلعب فيه أحرقا فؤادي بنار اللوعة دون قصد ؛ لأنهما يذكراني بك .
(11) وإنك يا محمد إن كنت تشعر بالوحشة في قبرك الموحش فأنا أشعر بالوحشة وأنا في الدنيا بين الناس .
س1 : يربط الشاعر بين ابنه الفقيد وبين أخويه الحبيبين . فما العلاقة ؟
جـ : العلاقة بينهم حبه لكل منهم فلعب الأخوين الباقيين في ملعبه يذكره به ويحرك الذكرى المؤلمة بفقده فهما يزيدان من أحزانه .
س2 : ساوي الشاعر بينه وبين ابنه الفقيد . وضح ، ثم عين البيت المعبر عن ذلك .
جـ : بالفعل فإذا كان الابن وحيداً في قبره يشعر بالوحشة ، فشاعرنا في هذه الدنيا المليئة بالبشر يشعر أيضا بالوحشة والوحدة فكلاهما وحيد .
- البيت : [ وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفرْدِ]
التذوق :
الألفاظ :
(تُوُهِّم) : الفعل يدل على خطأ هذا الوهم ، وبناؤه للمجهول يدل على عدم اهتمامه بهؤلاء الواهمين .
(لذَّعَا) : تشديد (لذَّعَا) يدل على كثرة الآلام وقسوة المعاناة.
الأساليب :
(ما شيءٌ توهمَ سلوةً .. إلا زادَ قلبي من الوجد) : أسلوب قصر وسيلته النفي (ما) والاستثناء (إلا) وهو يفيد التوكيد وتخصيص الحكم .
(محمد) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التحسر ، وحذفت أداته للدلالة على قربه من نفسه .
(أرى أخويْكَ الباقيَينِ كِليْهما) : أسلوب خبري يفيد التجدد باستخدام المضارع (أرى) وفيه توكيد معنوي بـ(كليهما) ؛ ليدل على أنهما معاً لا يكفيان للعزاء بل يزيدان في إشعال نيران الحزن .
من وسائل التوكيد (فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفـرْدِ) ففي البيت مساواة بين الأب الحي والابن الميت في الشعور بالوحشة والانفراد ، ولكن مع الفارق .
المحسنات البديعية :
(أرى - أورى) : جناس ناقص له تأثير موسيقي .
(وحشة - الأنس) : طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
الصور الخيالية :
(يكونان للأحزانِ أورَى من الزنْدِ) : تشبيه لهما في إثارة الأحزان بالزند في إشعال النار ، وسر جماله التوضيح والإيحاء بشدة الحزن والألم .
(لذَعَا فؤادي بمثِل النِار) : تشبيه للحزن الذي يؤلم فؤاده ويحرقه بالنار وسر جماله التجسيم ، ويوحي بشدة الحزن .
(دار وحْشَةٍ) : كناية عن القبر .
(دار الأنسِ) : كناية عن الدنيا و الحياة .
التعليق :
س1 : ما المقصود بالرثاء ؟ وما أنواعه ؟ وما أشهر شعرائه ؟
جـ : الرثاء : من الأغراض الشعرية القديمة التي تتميز بصدق العاطفة و رقة الإحساس و البعد عن التهويل الكاذب ، كما يتجلى فيه التحلي بروح الصبر و الجَلَد
- أنواعه : رثاء ذاتي - رثاء قبلي - رثاء قومي .
- أشهر شعراؤه : الخنساء في رثاء أخيها صخر .
س2 : من أي أنواع الرثاء هذه القصيدة ؟
جـ : القصيدة من الرثاء الذاتي ؛ لأن الشاعر يرثي فيها ابنه ، ويصور التجربة المريرة التي مر بها وعانى ويلاتها .
س3 : تحققت في النص الموسيقى بنوعيها الظاهرة والخفية . وضح .
جـ : بالفعل تحققت فالموسيقى الظاهرة تتمثل في وحدة الوزن ، ووحدة القافية و بعض المحسنات المتمثلة في التصريع في مطلع القصيدة - الجناس الناقص في الأبيات الثاني و الرابع والتاسع - حسن التقسيم في البيت الثالث .
- أما الموسيقى الخفية فنابعة من عمق فكرته - صدق عاطفته - حسن اختياره لألفاظه - روعة صوره وأخيلته .
س4 : ما الأساليب التي استخدمها الشاعر ؟
جـ : الأساليب التي استخدمها الشاعر جاءت معظمها خبرية ؛ لتقرير حالته ووصف ما به من حزن عميق لفقد الابن ، والإنشائية ؛ لإبعاد جو الملل عن النفس .
س5 : ما أبرز الخصائص الفنية لأسلوب ابن الرومي ؟
جـ : أبرز الخصائص الفنية لأسلوب ابن الرومي :
(1) - سهولة الألفاظ وإحكام الصياغة وعدم التكلف في المحسنات .
(2) - وضوح الأفكار وترابط المعاني .
(3) - روعة التصوير ودقة الوصف .
(4) - القدرة على الإيحاء والتأثير .
(5) - التنوع بين الخبر والإنشاء .
(6) - نوّع الشاعر في قصيدته بين الأسلوب العاطفي للتفجع على ابنه وأسلوب الوصف لتأكيد هذا التفجع من خلال بعض الصفات التي يصف بها ابنه ، ويصور موته وأحزان الأب عليه .
الإثنين ديسمبر 30, 2013 11:55 am من طرف roory
» الربيع العربي
الجمعة مارس 16, 2012 6:04 am من طرف سيد محمد عبد الموجود
» تعلم لغة برايل خطوة بخطوة
السبت مارس 03, 2012 12:17 pm من طرف Admin
» لغة برايل فى 4 ورقات
السبت مارس 03, 2012 11:53 am من طرف Admin
» طيف الحبيبة
السبت مارس 03, 2012 11:34 am من طرف Admin
» اختيار صديق لابن المقفع
السبت فبراير 04, 2012 8:29 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» في عيد الثورة المصرية
السبت فبراير 04, 2012 7:38 pm من طرف سيد محمد عبد الموجود
» الفصل السادس عشر " فرحة اللقاء "
السبت يناير 21, 2012 12:34 am من طرف ناصر المتولى
» أمير الشعر
الجمعة يناير 20, 2012 5:37 pm من طرف ناصر المتولى